الدورة التدريبية الثامنة والأربعون لجمعية التعليم المسيحي “عِش الحاضر واملأه بالحب”
“عِش الحاضر واملأه بالحب”
سوريا-البطار 27 حزيران حتى 2 آب 2018
كلمات من الإرشاد الرّسوليّ للبابا فرنسيس “افرحوا وابتهجوا” تٌعتبر أجمل تعبير عن الأيام التي عِشنا…ها في دورة التعليم المسيحي (رقم 48) في منطقة البطار (دير سيّدة الجبال). شارك بدورة التعليم مربّيّ التعليم المسيحيّ بحلب. وأيضاً مربّين من حمص (7أشخاص) وحماه (4أشخاص). كان لموضوع القداسة في عالمنا المعاصر تأثيرٌ بالغ في نفوس المربّين. وقد تمّ تناول الموضوع من خلال عدّة محاور: نفسي – لاهوتيّ – روحيّ – تربويّ. أمّا الأحاديث النفسيّة فقد تناولها الأستاذ بهجت عازريّة، وكان المُراد منها التعرُّف على مفهوم الصّحة النفسيّة. إذ لا يمكن بلوغ القداسة إلّا من خلال أساس إنساني متوازن وناضج، بعيداً عن أي خلل أو اضطرابات النفسيّة. لذلك تمّ تعريف الصّحة النفسيّة بمفهومها العالميّ وتمّ الحديث عن معنى الاتّزان، وأنّ الإنسان الناضج يُخطّط لحياته، لا يحيا بعبثية وبدون هدف. وأخيراً، تناول المُحاضر كيفيّة التعامل مع مشاعر الإخفاق وخيبة الأمل. وقدّم مقترحات من خلالها يمكن النموّ جسديّاً، فكريّاً، نفسيّاً وروحيّاً. عرض الجانب اللاهوتيّ الأب فراس لطفي الفرنسيسكانيّ، المُرشد التربويّ لجمعيّة التعليم المسيحيّ بحلب. وتناول موضوع القداسة بحسب الإرشاد الرسولي للبابا فرنسيس: “إفرحوا وابتهجوا”. فالقداسة دعوة للجميع “كونوا قدّيسين إنّي أنا قدّوس” (أح 19، 2؛ 1 بط 1، 16). وفي رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس يدعو الرّسول بولس جميع المعمَّدين كي يكونوا “قدّيسين، بلا عيب، في المحبّة” (أف 1، 4).
الجميع مدعوٌّ للقداسة – ليس فقط رجال الإكليروس والرّهبان والرّاهبات، بل كلّ من نال سرّ المعمودية. يكفي أن يفعّل الإنسان المسيحيّ “البطاقة الذكيّة” في داخله وهي مفاعيل معموديّته كي يصل إلى القداسة. وفي اليوم التالي تناول الأب فراس التطويبات (انجيل متى 5) وهي خارطة طريق للوصول إلى القداسة. أخيراً، تناول المُحاضر نماذج قداسة في عالمنا المعاصر – العديد من الآباء والأمّهات والمكرّسين الذين يعيشون حياتهم بفرح رغم الألم والصّعوبات الجمّة، لكن بتسليم كامل لمشيئة الآب وبعيش الفضائل الإلهية، الإيمان والرّجاء والمحبّة، بشكل بطوليّ. وتخلّل دورة التعليم لهذا العام، إلى جانب صلوات الصّباح والمساء والقداديس اليوميّة على غنى الطّقوس المحليّة (الطقس الماروني، البيزنطي، واللاتيني)، يوم روحيّ سيراً على الأقدام من دير سيّدة الجبال (البطار) وحتّى مشتى الحلو. خلال المسير تأمّل المشاركين بمراحل “درب صليب المسؤوليّة”، قاد المسير الأب فادي نجّار وتعاون مربّي التعليم المسيحيّ على إحياء المراحل. وفي نهاية المسير، عند كنيسة السيّدة العذراء بمشتى الحلو، جدّد المربّون وعدهم بعيش مسؤولياتهم بفرح متحدّين مع الرّب باذلين نفوسهم في سبيل نقل بُشرى الخلاص للأطفال واليافعين والشّباب. أمّا ورش الأعمال التربويّة التي تمّت بعد الظّهر في كل يوم فقد تتوّجت بعرض الأعمال التربويّة المتنوّعة (مسرح خيال الظلّ، الرقص الإيمائي، الماريونيت، التمثيل…) مواضيع كلّها جسّدت فكرة القداسة وكيفية إيصالها لأطفال التعليم. كانت بحقّ دورة تعليم مُثمرة ومُباركة. تعاون الآباء المُرشدون (المونسينيور الياس عدس، الأب فادي نجّار والأب فراس لطفي) وكلاً من اللجنة الإدارية والتربويّة والرّوحيّة ولجنة الأعضاء لتقديم فرصةَ تنشئة للمربّين كي يعوا ويحملوا فرح الإنجيل بإخلاص ومجانيّة.
شكراً لله على عنايته وللسادة الأساقفة على بركتهم وللمُحسنين على كرمهم وللمربّين على مشاركتهم، وعقبال كل سنة.